وجوه الحكم التلفزيوني
منذ ان عاد من الإمارات بعد إقالته من عمله كمدير فني للحكام هناك, وحالة من القلق سيطرت علي مسئولي لجنة الحكام, ليس لاحتمال تغييرها وإعادته إلي موقعه السابق كرئيس للجنة الحكام الرئيسية بمقابل مالي, ولكن أيضا لكونه نجما تلفزيونيا سيعرض زملاءه السابقين إلي الحرج لو فتح ملفات بعينها أو حتي مجرد إبداء الرأي في مستوي الحكام الذي من المؤكد انه لن يعجبه لأنه ليس مسئولا عنهم الآن.
ولأن جمال الغندور لا يحتمل ان يتخلي عن كونه نجم تلفزيوني فقد أحدث بالفعل ردود فعل غاضبة بين عدد غير قليل من الحكام عندما وصفهم في إحدي أحاديثه بعبارات اعتبروها مشينة ومهينة لهم وطالبوه بتقديم اعتذار علني لهم عما بدر منه تجاههم, ولكنهم لم يفلحوا في إصدار بيان باسمهم وقد اجهضه بعض الحكام مما أشار إلي وجود تنظيم سري له داخل أسرة التحكيم.
الغندور الذي دفع وظيفته الإماراتية بمقابل ما يزيد علي50 ألف جنيه شهريا ثمنا لحرصه علي الظهور التليفزيوني والتحليل التحكيمي علي الفضائيات الخليجية يبدو أنه عازم علي المضي في سياسته من خلال الفضائيات المصرية, لا سيما في ظل شعور سيطر عليه بأن اتحاد الكرة قد انقلب عليه لصالح غريمه السابق والمعارض السابق لاتحاد الكرة محمد حسام الدين الذي اقتنص منه منصبه العربي كرئيس للجنة الحكام بالاتحاد العربي لكرة القدم بموجب ترشيح اتحاد الكرة المصري.
جمال الغندور الذي ساهم بقدر كبير مع نفر قليل من الحكام في إبراز وجه الكرة المصرية علي مستوي التحكيم باختيارهم ضمن كوكبة حكام العالم لإدارة أكبر وأغلي وأقوي بطولة كروية علي الإطلاق' المونديال' يعلم تماما وهو يخوض معركة استرداد ما فاته في مصر أثناء غيابه الخليجي أن التحكيم المصري قد أصبح بعيدا عن الدائرة العالمية وأبرز رجالاته قد تخطاهم الاختيار للتحكيم في كأس العالم المقبل
في محاولة لجعل غيابه عن الساحة سببا وراء ذلك وفي مواجهة ما يردده المسئولون الحاليون عما وصل إليه التحكيم المصري هو نتيجة لتراكمات سبقت لم يكن الغندور نفسه في منأي عنها, لاسيما انهم يرون ان الغندور هو سبب رئيسي في غياب التحكيم المصري عن المونديال بعد خطأه الفادح عندما ذبح الثور الاسباني لصالح اصحاب الأرض الكوريين.
تري من سيكسب هذه المباراة التحكيمية ؟.. ولكن المؤكد أن التحكيم المصري هو الخاسر الوحيد فيها!.
