أما زلت تسأل من أنا ؟

كانت هناك ..بعيدا..تتوارى عن الأعين
إلا أنى فى يوم ما على سهو منها تمكنت من رؤيتها , فأخذت تختبأ منى مرة أخرى بعدما لاحظت ظهورى حتى ترجيتها أن تجالسنى وتبادلنى أطراف الحديث ففعلت.

نظرت إلى وجهها فإذا بى أتجمد فى مكانى من حسن ما رأيت .وجهها برىء يكاد ينطق من البهاء والحسن ,وجه واضح المعالم , صافى , ولكن تشوبه مسحة حزن عميقة , عيناها بحور من سحر الجمال .

أمضينا وقتا طويلا فى صمت عن الكلام ولكن أعيننا لم تكف عن تبادل النظرات ,من جهتى كانت نظرات بها شىء من الإعجاب ممتزجا بشىء من الفضول والحيرة ,أما هى .. نظراتها كان بها شىء من الإستنكار و القلق.

كسرت حاجز الصمت الذى دام طويلا فسألتها:من أنت ؟
لم ترد ,فكررت عليها السؤال فلم تجبنى .
سألتها:لماذا تختبئين عن أعين الناس ,كيف تخبئين مثل هذا الجمال ؟

قالت أنا موجودة دائما لكن الكثير منكم بنو آدم تغضون الطرف عنى .
سألتها : كيف ذلك أنت بديعة و رائعة الجمال ؟
قالت :لقد تغيرت مقاييس الجمال فأصبح الدميم والجميل سواء لا يستطع الكثير من البشر أن يميزوا بينهما .

وقالت : أنا الغانية التى لو تبرجت تشوهت معالمها ,أنالا أقبل التبرج ,لذلك يبرجنى هؤلاء حتى يرانى أصحاب الفطرة السوية مشوهة و لكن فى النهاية تدلهم قلوبهم على أصلى ,أنا من إذا أراد البشر الإبتعاد عنى ,دنوت منهم ,أنا من يسطع نورى مهما طال أجل الظلمات ,أنا من تنير دروب الحياة و تثبت أقدام المؤمنين .

سألتها :من أنتِ ؟

قالت :ألم تفهم بعد أيها الإنسان .

أنا الحقيقة